«عدتُ من مدرستي قاصداً بيتي بعد شهور من فراق أمي...كان أول يوم دراسي لي بعد رحيلها وكان مازال مفتاح بيتنا فى حقيبتي...دخلتُ بيتنا وقد نسيت أن لم يعد لي أحد به... ناديت دون وعي: أمي... أمــــــي أحضري لي الطعام سريعاً فأنا جائع جداً... لكن لا أحد يرد... أسرعتُ إلي المطبخ على أملاً أن أجد أمي تعدُ لي الطعام... لكن لم أجد أحد... ركضتُ نحو كل غرفة أبحثُ عنها وأنا أُنادي أمي أمي أنا جائع ومُتعب يا أمي أين أنتي؟😔... ولكن لا أحد😥 يُجيب...
ركضتُ مسرعاً إلي غرفتها علـيِّ أجدها تستريح على فراشها... لكني لم أجد غير صورة لها مُعلقةٌ على حائط الغرفة تحوي على شريطاً أسود فى زاويه البرواز... أخذتها وأنا أنظر لها بخيبة أمل وأستلقيت على فراشها وأنا بالكاد أتنفس...أنظر إلى صورتها بكل شوق وحزن وعيناي تفلت أدمُعها عنوة أنا جائع يا أمي، متعب، أحتاجك أين أنتي؟ 🥹
ثم دون وعي أُغشى علـيِّ وأنا أحتضن صورتها وخوضت فى نوماً عميق... فإذ بيدين حنونتين تلمس وجنتي وتطبع قُبلة حانيه على جبيني وتهمس فى آذني.. أستيقظ يا«هادي» فقد أعدتُ لك الطعام فتحتُ عيني فإذ هي أمي فأستيقظتُ فرحاً أمي !!.... أنت مازلتي على قيد الحياة😳... قالت لي وهي تبتسم لا تخف أنا هنا من أجلك لن أتركك.. هللتُ فرحاً وأحضتنتها بقوة وقبلتُها أحبك يا أمي، لا تترُكيني ثانياً...تبسمت وقبلتني ثم حملتني وهي تُداعبني قاصدة مائدةُ الطعام وقد أعدتْ طعامي المفضل.. فهللتُ ثانياً أحبك يا أمي...... وركضت نحو المائدة وأنا فى نهم لألتهمه وأمي تراقبني تضحك حتي قاطعتها بعرقلتي واسقطتُ الأواني دون قصد وهي تصرخ أنتبه حبيبي... لأستيقظ على صوت جدتي وهي توقظني... وقد تجمع اقاربي حولي بعد بحثاً طويلاً عني حين لم أعود إلي بيت جدتي... فنظرت لهم فزعاً فحضنتني جدتي وهى تبكي وتقول لقد قلقتُ عليك كثيراً بُنيّ.. قُلت لها وأنا فرحاً بدون وعي: أمي مازلت حية يا جدتي، لقد رآيتها وأعدت لي طعامي المفضل ولكني أفسدت الأمر واسقطتُ الاواني😔... قولي لها أني لم اقصد 🥹حتي لا تغضب مني قولى لها يا جدتي🙏.. فبكت جدتي والجميع بحرقة من وجع كلماتي...
وقالت لي بصوت مبحوح: أنه كان مجرد حلم يا هادي.... 😔
وقعت كلماتها على قلبي كالخنجر😳💔
وصرختُ فيها فلماذا أوقظتوني..؟!
لماذا...؟ لماذا لم تتركوني معها..؟ 😭💔
ومن يومها وأنا ألعن اليقظة😓
فيا ليتني لو أحتسي عمري حلماً
آراكِ فيه يا أمي...»
_فرفقاً بمن فقد أمه إحتفلوا بيوم الأم #بصمت🦋 #مشهد_من_وحي_آلامهم