تأخذنا الدهشة والعجب من بعض الأصوات التي تطالب المقاومة بوقف الحرب من جانب واحد .. أبعد ما يكون في ذهن المرء ذلك المطلب الذي يحول ويجلس في بعض رؤوس الناس ، أبعد كل هذه التكلفة والفاتورة الباهظة من الدمار والأرواح التي قضت تحت القصف الهمجي والإبادة الجماعية لأكثر من 41 الفا معظمهم من الأطفال والنساء والشيوخ وقريبا من 100مئة الف مصاب 70%من تلك الإصابات تركت عاهات مستدامة لأصحابها ..وقريبا من15 خمسة عشر ألفا أسيرا في سجون الإحتلال ، ثم يأتي من يطلب من الفصائل الفلسطينية والمقاومة وقف الحرب من جانب واحد .. وهنا يطرأ على الساحة هذا السؤال .. ونضع السؤال بين قوسين ( ما هي العوامل والاسباب التي دفعت الفصائل الفلسطينية للقيام بعملية السابع من أكتوبر ؟.)هل كان ذلك من دافع ذاتي ؟. أم من تحريض جهات خارجية ؟. وهل الوقت كان مناسبا والظروف مهيأة للقيام بهذه العملية التي أدت بهذا الكم الرهيب من الدمار وازهاق عشرات الآلاف من الأرواح معظمهم من الأطفال والنساء... وعلى المرء أن يكون واقعيا ولنلقي نظرة ثاقبة في أجواء تلك المعظلة وتلك الكارثة التي أحاطت بنا جميعا ولا نجد لها حلا في ظل غياب الضمير العالمي .. وفي ظل غياب المساندة العربية للمقاومة ، لن تنجح المقاومة في تطلعاتها ، وتحقق ما تريده بأقل الخسائر و تكون الفاتورة المدفوعة باهظة الثمن أكثر في الأرواح المزهوقة والممتلكات المحطمة والبنية التحتية التي محيت وبيدت تماما ....
الناظر بالعين الثاقبة : يرى ما لا تره عين غيره من أمور . فهناك أمور خفية لم يكشف عنها اللثام :::؛
وهي : ------
إن هذه الحرب قامت بفعل فاعل وتحريض مباشر ومساندة قوية من أيران ...
ليس للدول العربية يد خفية أو ظاهرية في قيامها
لقد رأت أيران أن يكون لها دور ومقعد في المنطقة العربية ، بعد أن صنعت أذرع لها في المنطقة العربية تحارب بدلا عنها ،، وإيران ونظامها الملي تعمل جاهدا لإخراج العرب عن انتمائهم ووحدتهم ، فسيطرت على العراق سيطرة كاملة وأخرجت جيشه من المعادلة نهائيا ، واستبدلت الجيش العراق بالمليشيات التي تدافع فقط عن مصالحها وبات حكم العراق يحكمه النظام الملي والمعممون والمليشيات الموالية لها ولاء كاملا الحرس الثوري الإيراني ، والحشد الشعبي ، وفيلق القدس، وأنصار الله العراقي فلا حكم لأهل العراق بالعراق ...
# عملت أيران على بث الفرقة في اليمن فصنعت المليشيات الحوثية ، تدريبا وتمويلها وتصنيعا واغتالت الرئيس على عبد الله صالح وقتلت من اهل السنة من اهل اليمن ما يفوق العقل ودمرت قرى كاملة ... واليوم تحت حجة مساندة المقاومة الفلسطينية وغزة تجري الخطة على عسكرة باب المندب وبحر العرب والبحر الأحمر بالاتفاق الخفي بين إيران وبين امريكا وحلفائها ولذلك خرجت اليمن من المعادلة كما خرج جيشها ولحقت اليمن بالعراق ....
# ما جري في العراق جرى أيضا بعدها في سورية ولبنان، ففي سورية بات الأمر أصعب من اليمن ، فقد قسمت سوريا على دول النفوز بين روسيا وأمريكا وتركيا وإيران لها النصيب الأكبر في الكعكة السورية .. وفقد الجيش السوري قوته ومكانته وبات لا حول له ولا قوة وخرج من المعادلة، وباتت تضرب عاصمته وتقتل قواته ولا يستطيع أن يطلق رصاصة واحدة يدافع بها عن نفسه وأرضه ....
---------- ------------- -------
لا يمكن للمقاومة التوقف عن المقاومة وإعلان وقف إطلاق النار من جانب واحد ... فذلك ذو فائدة للعدو الصهيوني ومجلس حربه ، فقد طالب نتنياهو وصرح أكثر من مرة ، وهو يطالب المقاومة بالتوقف وبعنجهية وغطرسة ، لأن وقع في الوحل وأوقع جيشه فيه ، وهو يريد الخروج من الفخ والمصيدة التي لم يحسب لها حساب ، وكلما أراد أراد الخروج فر إلى الامام ... علما بأن سلاح المقاومة ليس مصدره إيران ومن يعتقد ذلك فهو جاهل بالأمر ، لأن غزة من عام 2005 ومن قبلها محاصرة كليا من جميع الجوانب ... لقد بنت المقاومة قدراتها بأمرين ..# التصنيع المحلي البدائي مع تطويره ،، مع تهريب الأسلحة عبر الانفاق من جهة مصر وتحت سمع وبصر المخابرات المصرية . وقد اعترف بذلك بعض القيادات الحمساوية وقد أثنوا على اللواء عمر سليمان وعلى الرئيس حسني مبارك حيث قال خالد مشعل رئيس المكتب السياسي لحماس أن ما نحن فيه من قوة هو بمعاونة الشقيقة مصر ....لكن بعد التوجه وتغير الوجهة واعتماد الرؤية الإيرانية ، للفصائل الفلسطينية واستغلال الأنفاق بين غزة ومصر ودخول داعش إلى سيناء والاعتداء على القوات المصرية وإرهاب أهل سيناء وإعلان سيناء إمارة إسلامية ... كل هذا جعل مصر تتخذ اجراء قويا حازما تجاه حماس والفصائل الفلسطينية.. فدمرت الانفاق واغرقتها بالمياه عام 2014 ولذلك لحماية أمن مصر من الوقوع تحت مخالب الفصائل ا
الفلسطينية الموالية لإيران ..
.
# إذا أعلنت المقاومة وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد الكم الهائل من الدمار والقتل في العزل فهذا بمثابة استسلام ..
# لا اريد أن نعطي اليهود ولا النتن ياهو اي نصر يعزز به موقفه أمام شعبه ويسلج صدر أعوانه الأمريكان..لأن الحرب ليست مع إسرائيل إنما الحرب على غزة تقودها امريكا ... الشيطان الأكبر فوق . ولذلك هذا الحرب كارثه وستكون ام الكوارث أن أعلنت المقاومة وقف إطلاق النار من جانب واحد بعد كل هذا الدمار وهذه الخسائر والنتيجة الحتمية إذا قبلت المقاومة وقف إطلاق النار من جانب واحد . هو انتهاء القضية الفلسطينية انتهاء لا رجعة فيه لأن اسرائيل ستملي شروطها وتنفذ ما تبقى من اطماعها
ولن تقبل امريكا واسرائيل وحلفائها أن تبقى قضية تؤرقهم بعدها فقد استسلموا وعليهم النزوح أو انتظار الموت وبعد عقد أو عقدين لن ترى فلسطينيا واحدا في ارض فلسطين ...
نقول لهم استمروا مهما كان الثمن فهناك ثمن اكبر قد يأتي لا احدا ينتظره ولا يريده
والجولة الأخرى لن تاتي حسب رؤيتك وسيكون على الفلسطينين أن ينتظروا سبعين سنة أخرى إذا ظلوا يعيشون فوق الارض لتأتي الفرصة مرة ثانية ....
بقلم : سيد يوسف مرسي الجهني
20/9/2024