كتبت : سارة شندي ✍️
الأمر أشبه بعصفور كان حراً طليقاً فجاء أحد الصيادين الماكرين وأطعمه خبز شهي فقال له: اأعجبك.. قال العصفور: بشده😍 فاستغل حاجته إلى الخبز... وقال له: لك المزيد إن دخلت هذا ... وأشار إلى قفص قضبانه من حديد... فلم يُفكر العصفور المسكين كثيراً... وظن أنه الأمان من غدر القناصين.. فحريته فى السماء لن تُحميه من طيش خرطوش قناص ماهر... وظن أنه فى أمان مادام يوجد أكل وشرب... دون عناء فى البحث عن طعام ولم يعلم أين الكارثة... دخل العصفور القفص وعلى الفور بالقيود أغلق الصياد بابه.. فعندما سمع صوت القيود حينها أدرك أنه قد وقع فى الفخ... ودفع التمن حريته... مر الوقت وتعود أن يطعمه الصياد فتات الخبز...وفي يوم تمرد العصفور...انا كنت ملكاً كالطيور...
فى السماء أُُحلق دون قيود...
الأرض تحتي والزرع والماء...
وكل الخيرات كُنت أذوق...
فلتُعطني حريتي....
وأطلق سراحي أيها الصياد المجنون...
وصار يُبعثر خبزه ويأبى الخضوع...
فما كان من الصياد إلا أن تركه يجوع...
حتى تنحى العصفور عن حريته وقَبِلَ الشروط...
و تأقلم على الوضع... واصبح مُطيعاً لا يثور....
مرت الأيام وصار العصفور مُكتئباً ونادماً..
قد كان يظُن الصياد حباً يُغنيه عن حريته...
لكنه إكتشف خداعه بعدما صار أسيره...
وفى يوم من الأيام عصفت على البلاد رياحٌ شديدة..
فسقط القفص مرتطماً بالأرض.. فكُسرت القيود وفُتح الباب وكان الصياد فى غفلة عنه...
فرح العصفور اليوم نلتُ حريتى.. وصار يغرد ويُرفرف فى أنحاء البيت ونسي أمر الصياد...
صاح الصياد على صوته و رآه خارج القفص...
فأسرع وأمسك بقناصته....
وقال فى غضب إرجع😡 إلى القفص
وإلا ستفقد حياتك كلها...
رد العصفور بكل عناد: لن أرجع فالارض
والسماء والماء والزرع ملكي
فعلام إليك أخضع...
قال الصياد: أنا من أُطعمك الخُبز والماء فإذا
أنت ملكي انا...
رد العصفور: وانا دفعت تمن حريتي
فضحك الصياد بسخرية وقال: عن اى حرية
تتحدث!!.. أنا انقذتك من الموت برصاصة طائشة
من صياد مثلي فبدوني لكنت من الاموات
فأنا إذا سيدك
رد العصفور بغضب : أنا سيد نفسي وليس لك
الحق فى حبسي والموت قدراً وأجلك مكتوب
فرفع الصياد قناصته قال: كف عن الثرثرة
معي و إرجع وإلا صوبت نحوك بندقيتي
وصرت فناء...
حاول العصفور الهرب فاطلق القناص رصاصة طائشة لم تنل منه ففزع العصفور من صوتها
وقال للصياد بخوف وهلع: توقف توقف سافعل
ما تأمر به..
فأبتسم القناص بخبث و انزل قناصته
وعاد العصفور الى قفصه مطأطأ رأسه
حائراً فى أمره لاقوة يملك ولا سلطة تنقذه
فماذا يفعل..؟
هل ثمن الحرية الموت
ام الإستسلام والخضوع؟
هل علينا أن نختار متى نموت؟
ام نعيش فى قبر الموت أحياء؟