بقلم : طارق فتحى السعدنى
لحظات تتأرجح فيها حياة كل منا بين التفاؤل واليأس، تلك الشعرة الدقيقة التي تفصل بين الإصرار على التمسك بالأمل أو الاستسلام لصوت الإحباط.
إذا تأملنا في الماضي والحاضر،
سنجد أن كليهما مليء بأمثلة واضحة لهذه المواقف.
ونرى فى الماضي حكايات تلهمنا بالصبر والإصرار
فقد قدم التاريخ دروسا لا تنسى عن القدرة على تحويل اليأس إلى أمل. ففي أحلك الظروف، برز أشخاص وأمم رفضوا الخضوع للواقع المرير.
وانطلقت ثورات الشعوب ضد الظلم، بجانب كل ذلك الانتصارات التي جاءت بعد معارك مريرة،
إضافة إلى ذلك الاختراعات التي غيرت العالم رغم المصاعب
كل ذلك شواهد على أن الماضي يحوي في طياته بذور الأمل التي زرعت وسط تربة اليأس.
أما اليوم، فنحن نعيش في عصر يتسم بالتقلبات السريعة. الحروب، الأوبئة، التغير المناخي، والأزمات الاقتصادية
أصبحت عناوين يومية. ومع ذلك، هناك بصيص أمل يتألق في الظلام.
التكنولوجيا التي تقرّب العالم، وجعلت الأجيال الشابة التي تثور على الركود، والوعي المتزايد بأهمية العمل الجماعي
كلها علامات تبشر بأن التفاؤل لم يغب عن الساحة.
الشعرة الفاصلة بين التفاؤل واليأس هو نظرتنا إلى المستقبل.
قد يكون الماضي مليئا بالدروس، والحاضر مزدحما بالتحديات،
لكن يبقى الأمل هو الخيار الذى نتمسك به. و ليس مجرد حلم،
بل هو فعل مقاومة. إنه الإيمان بأن غدًا يحمل إمكانيات لم تتجسد بعد.
و نتطلع إلى غد تصنعه الأيدي المتفائلة. ربما يكون الطريق مليئا بالعقبات،
ولكن كما علمنا التاريخ، فإن الإرادة تحدث الفارق.
فلنتعلم من الماضي و نواجه الحاضر بثقة، و نحافظ على تلك الشعرة الدقيقة،
لأنها وحدها القادرة على بناء مستقبل يستحق الحياة.
وفي النهاية، بين التفاؤل واليأس، الخيار لنا.
فهل نختار الضوء أم نظل أسرى الظلام؟