سوريا هذا البلد العريق الذي يحمل على أرضه إرث الحضارات شهد في العقد الأخير واحدة من أصعب الأزمات الإنسانية والسياسية في العصر الحديث تلك الحرب التي إجتاحت مدنه وقراه تركت آثاراً عميقة على البنية التحتية مثل الإقتصاد والنسيج الإجتماعي ومع ذلك ما زال الأمل يشع من بين الركام
منذ عام 2011 عاش السوريون تبعات حرب قاسية أثرت على كل جوانب حياتهم الملايين إضطروا للنزوح داخل البلاد أو اللجوء إلى دول أخرى تدمير المدن والقرى وتراجع الخدمات الأساسية وإنهيار الإقتصاد كانت من أبرز تداعيات الأزمة
الأوضاع الإنسانية كانت وما زالت التحدي الأكبر حيث يواجه الملايين شحاً في الغذاء والمياه والرعاية الصحية كما ألقت الأزمة بظلالها على الأجيال الشابة بحرمانهم من التعليم وفتح أبواب البطالة أمامهم
رغم الألم الأمل قائم ورغم هذا الواقع الصعب يظهر في سوريا وجه آخر مليء بالأمل والعمل مشاريع إعادة الإعمار بدأت تأخذ خطواتها الأولى والمدن السورية تستعيد شيئاً فشيئاً ملامحها القديمة العودة التدريجية للفعاليات الثقافية والفنية في دمشق حلب وحمص تعكس قوة الإرادة لدى الشعب السوري في إستعادة هويته
الشباب السوري سواء في الداخل أو الخارج أثبت أنه قادر على تجاوز المحن العديد من السوريين الذين غادروا وطنهم لمعوا في مجالات متنوعة من الطب والهندسة إلى الفن والرياضة ليصبحوا سفراء للإبداع والصمود
سوريا اليوم تحتاج إلى دعمٍ مستدام من المجتمع الدولي للتمكن من التعافي تعزيز الحلول السياسية وتقديم المساعدات الإنسانية ودعم برامج إعادة الإعمار هي خطوات أساسية لضمان عودة الحياة الطبيعية
في الوقت نفسه يبقى الإعتماد الأكبر على أبناء سوريا أنفسهم الذين أثبتوا مراراً أنهم قادرون على تجاوز التحديات الأمل الكبير يكمن في بناء سوريا جديدة على أساس المصالحة الوطنية والعدالة الإجتماعية حيث يعيش الجميع بكرامة وأمان
سوريا رغم الجراح لا تزال تحمل روحاً لا تنكسر وعزيمة لا تعرف المستحيل