شهدت وسائل التواصل الاجتماعي في الآونة الأخيرة ظهور الدكتور علي عبد العزيز، مدرس الشريعة الإسلامية بكلية الحقوق، وهو يتصدر التريند بعد ظهوره مع مجموعة من كبار أساتذة القانون في لقاء جمعهم في كلية الحقوق جامعة المنصورة. لم يكن اللقاء مجرد حضور أكاديمي بل حمل رسالة إنسانية وأخلاقية هامة، تمثلت في كلمات غاية في العمق التي نقلها الدكتور علي عبد العزيز من خلال منشوره على حسابه الشخصي.
بدأ الدكتور علي منشوره بتأصيل مناقشته عبر اقتباسات من أقوال كبار العلماء مثل عمر بن الخطاب والشافعي رضي الله عنهما، حيث قال: "ما أُعطيَ العبد بعد الإسلام نعمةً خيراً من أخٍ صالح؛ فإذا وجد أحدكم وِدِّاً من أخيه فليتمسك به." هذه الكلمات، التي تنبع من أعماق الفهم العميق للشريعة الإسلامية، تؤكد على قيمة الأخوة الطاهرة التي لا تقتصر على الروابط الأسرية، بل تشمل أيضًا الروابط الإنسانية التي تجمع بين العلماء وطلبة العلم، وبين أفراد المجتمع المؤمنين بمبادئ التعاون والمساندة.
كما أضاف الدكتور علي في منشوره قوله: "لولا إخوة يتخيرون أطايب الكلام كما يتخيرون أطايب الثمر لما أحببت البقاء في الدنيا". هذا القول يكشف عن فكر عميق في أهمية العلاقات الطيبة والطيبة التي تنشأ بين العلماء وأصحاب الهمم العالية، والتي تجعل الحياة أكثر قيمة وجدوى. فالحياة تصبح أكثر إشراقًا وجمالًا عندما تُمضيها مع من يملكون كلمة طيبة وفكرًا نيرًا، يعينونك على السعي في سبيل العلم والتطوير.
وبالمثل، نقل الدكتور علي عبد العزيز قول الشافعي -رضي الله عنه-: "لولا صحبة الأخيار ومناجاة الحق تعالى بالأسحار ما أحببت البقاء في هذه الدار"، مما يعكس التقدير العميق للصحبة الصالحة التي تُعتبر من أعظم النعم التي قد ينعم بها الإنسان في حياته.
وفي سياق ذلك، عبّر الدكتور علي عن فخره وسعادته بوجوده بين نخبة من الأساتذة الأكفاء في مجال الشريعة الإسلامية، وقال: "تشرفت اليوم بصحبة الأخيار العلماء الكبار المتحابين الأبرار، أعضاء هيئة التدريس بكلية الحقوق جامعة المنصورة". أضاف أن هذه الصحبة الطيبة، التي تشمل كل من معالي الوزير المحترم الأستاذ الدكتور أبو السعود عبد العزيز، أستاذ الشريعة الإسلامية، والأخ الأكبر المحترم معالي الأستاذ الدكتور مصطفى أحمد، رئيس قسم الشريعة الإسلامية، والأخ الأكبر معالي الأستاذ الدكتور أ.د. محمد جمال الدين، أستاذ الشريعة الإسلامية المساعد، تملأ قلبه فخرًا واعتزازًا.
الرسالة التي حملها منشور الدكتور علي عبد العزيز لا تقتصر على مجرد إشادة بالأخوة الطيبة التي تجمع بين العلماء فحسب، بل تمتد لتشمل دعوة للتآزر والوحدة في المجتمع الأكاديمي وفي الحياة بشكل عام. فهي دعوة للأجيال القادمة بأن يتخذوا من الصحبة الصالحة أسلوبًا حياتيًا، ومن التعاون الفكري والتبادل العلمي أساسًا لتقدم المجتمع وازدهاره.
في زمن يعاني فيه الكثيرون من انعدام الروابط الإنسانية الحقيقية في بعض الأحيان، تبرز هذه الرسالة التي يحملها الدكتور علي عبد العزيز كمنارة تهدي الأفراد نحو سبل التآلف والاحترام المتبادل. هي دعوة لتذكيرنا بقيمة الأخوة الحقيقية التي ترفع من شأن المجتمع وتنمّي روابطه الفكرية والعلمية.
في الختام، يُظهر الدكتور علي عبد العزيز من خلال هذه الكلمات والأفعال كيف يمكن للعلم أن يكون قوة موجهة نحو بناء الإنسان والمجتمع، وكيف يمكن للعلاقات الإنسانية الطيبة أن تُحدث فارقًا حقيقيًا في حياة الأفراد والجماعات.